دروس من تجارب الانتقال الديمقراطي المتعثرة في أوروبا
نشر مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان ضمن مجلة رواق عربي التي تصدر عن المركز في عددها رقم 67 لسنة 2013، تقريراً صادراً عن "منظمة التقرير من اجل الديمقراطية" بعنوان: "دروس من تجارب الانتقال الديمقراطي المتعثرة فى أوروبا". وتأتي هذه المقالات، التي جمعها معهد السياسة الأوروبية (يوروبيوم) والمنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية، كإستجابة لمطالبات دعاة الإصلاح العرب الراغبين في تعميق معرفتهم بالكيفية التي حدث بها التغيير السياسي في شرق أوروبا. فهذه التقارير، بدلا من التركيز على عمليات الانتقال الديمقراطي الناجحة، تعرض لحالات معينة، تستدعي فيها الصعوبات والعراقيل والأخطاء السياسية التي هددت عمليات الانتقال في تلك الدول، أوتسببت في فشل بعضها. كما يستكمل هذا التقرير تقريرا سابقا أصدرته المنظمة الدولية للتقريرعن الديمقراطية والمعهد البرتغالي للعلاقات الدولية في 2011 ، ورصد عمليات الانتقال الديمقراطي الناجحة في أوروبا منذ فترة السبعينيات وحتى عام 1991.
وتستعرض هذه المجموعة عملية الانتقال الديمقراطي في سبع دول، يتم التركيز في ثلاث منها على الموجة الأولى من عملية الانتقال في الفترة من 1991 إلى 1996 (ألبانيا وأذربيجان وبيلاروسيا)، بينما تركز الأربع المتبقية على الموجة الثانية التي وقعت في الفترة من 2003 إلى 2010 (جورجيا وقيرغيزستان ومولدوفا وأوكرانيا).
وتعد حالات إزاحة أنظمة الحكم المتجذرة عبر الاحتجاجات الشعبية أو الانهيار نادرة إلى حد ما، وإن حدثت، يصبح المواطنون غير متأهبين لمواجهة التحديات التي تعقبها. ونادراً ماتكون الأسباب وراء تعطل أو فشل عمليات الانتقال واضحة ومفهومة، وفي سياق عمليات الانتقال في أوروبا الشرقية، كان الفشل نتيجة عوامل مؤسسية وغير هيكلية (ويطلق عليها "ناعمة").