الدساتير الإفريقية: الحاجة لإنتفاضة دستورية وقوانين جديدة
نشر مركز الجزيرة للدراسات في 4 آذار/مارس 2015، تقريراً أعده السيد بوحنية قوي بعنوان: "الدساتير الإفريقية: الحاجة لإنتفاضة دستورية وقوانين جديدة". تناول هذا التقرير قضية الدساتير الإفريقية التي ظهرت أول ما ظهرت مع استقلالات الدول الإفريقية، وكانت عبارة عن استنساخ مشوه للدساتير الغربية عمومًا والبريطانية والفرنسية خصوصًا.
وقد مرَّت صياغات الدساتير الإفريقية بمراحل، من أبرزها: مرحلة "الانقلابات المدسترة"؛ حيث حرصت المؤسسات العسكرية الإفريقية التي انقلبت على الحكم في بعض البلدان على التأثير على الحياة الدستورية في هذه القارة. حدث أكثر من 100 انقلاب عسكري في إفريقيا، فحاولت الجيوش الإفريقية من خلال تلك الانقلابات أن تعطي لتدخلها في الحياة السياسية شرعية بتغيير الدساتير المعمول بها، وتم تعديل بعض الدساتير الإفريقية مرارًا وبشكل سافر من أجل إعطاء فرصة جديدة لرئيس انتهت مأموريته الدستورية وذلك في خرق سافر للوائح والنظم التشريعية المعمول بها. كما عرفت إفريقيا تجارب دستورية ناجحة كما هي الحال في جنوب إفريقيا. وتبقى الحالة الدستورية في إفريقيا وعلاقتها بالحياة السياسية وبنمط الحكم وبرؤية اللاعبين السياسيين في هذه القارة للدولة مواضيع غاية في الأهمية، تعكس بشكل واضع مسار بناء الدولة الحديثة في هذه القارة، ومدى جدية المشرِّع الإفريقي، وماهية تجربة الحكم في إفريقيا والآفاق التي تنتظر هذه الدول.